دور الاسرة والمجتمع فى علاج الادمان من المخدرات
فى البداية سنتناول دور الاسرة فى علاج الادمان :-
كيف تتعامل الاسره مع
ابنها المدمن لاقناعه بالعلاج... وكيف تتعامل معه اذا انتكس وعاد لل
لابد ان نتفق اولا ان
الاسرة والمجتع لهم دور فعال فى احتواء المدمن ومساعدتة بكل الطرق كى يرجع فردا
سويا لأن ما يعانيه ما
هو سوى مرض يحتاج إلى
العلاج، وما على الأسرة إلا مساندته والوقوف إلى جانبه
اولا : كيف تكتشف ان ابنك او ابنتك تتعاطى المخدرات او مدمنة عليها ؟
توجد بعض العلامات التى
تحذرنا من ان الابن او الابنة قد دخل فى سجن الادمان وهى كالاتى :-
عدم الاهتمام بالهندام
والمظهر الخارجي
:
فملابسة دائما غير نظيفة
وغير مرتبة لانشغالة بالمخدرات أو البحث عنها مهملا نفسة ومظهرة وذلك يرجع الى انه
لايفكر الا في التعاطي وكيفية الحصول على المخدرات.
شحوب الوجة واصفراره
وانخفاض سريع في الوزن
:
ويلاحظ عليه ايضا النعاس
وظهور حكة بالجسم وخاصة منظقة الانف وكثرة التعرق ويلاحظ بعض الحروق على جسمة
وملابسة وخاصة متعاطي الحشيش واحيانا الغفوة اثناء الكلام بالنسبة لمتعاطي
الهيروين اما بالنسبة لمتعاطي الحشيش فيلاحظ علية كثرة الاكل والشراهة فيه خاصة
عند التعاطي ويغلب علية طابع الضحك وعدم الجدية واللامبالاه واحمرار العين
واحتقانها بشكل واضح.
وايضا المظهر السلوكي
حيث نلاحظ العزلة والانطواء على النفس:
المتعاطي بطبيعته يميل
للعزلة والوحدة ويحرص على الابتعاد عن اعين الناس ففي البيت يحرص على الابتعاد عن
الجو العائلي والعزلة في غرفتة ودائما يغلق علية غرفتة ساعات طويلة وذلك لئلا
يكتشف امرة وللاستغراق في النشوة الزائفة في تعاطية المخدر وكذلك لحرية أخذ
الجرعات عند الحاجة اليها ويلاحظ علية أنه يكثر من دخولة الحمام ويطيل فية
بالساعات وهذا يرجع الى أنه عندما يتعاطى المخدر يفقد الاحساس بالزمن والمسافات
فيحس أن الساعات دقائق والعكس.
كثرة النوم:
هناك بعض الاثار التي
توجد في جسم وملابس المدمن تدل على تعاطية المخدرات فتجد بعض علامات الحقن على
ذراعة أو يدية واحيانا تجد بعض علامات الحقن على ذراعة أو يدية واحيانا تجد بعض
علامات الدماء على ملابسة من اثر الحقن.
ويلاحظ على المدمن انه
يحرص على عدم الظهور امام الناس عاري الذراعين أو الجسد لاخفاء تلك العلامات.
ثانيا عند اكتشاف الاسرة لادمان ابنهم لابد ان يتخذو الخطوات الاتية :-
اولا اقناع الابن بعلاج ادمان المخدرت :-
• إقناع المدمن
بأن إدمانه ما هو إلا مرض ناتج عن المفاهيم السيئة التي احتلَّت عقله، وأنه يستطيع
بإرادته التخلص منه.
ثانيا : توقف الاسرة عن
دعمه ماديا :
• إن وجود مدمن
نشط في الأسرة يتعاطى المخدرات، ينبغي على الأسرة أن توقف كل مظاهر الدعم المادي
والمعنوي للمريض؛ حتى لا يستمر في تماديه؛ حيث لوحظ أن بعض الأسر التي يوجد بها
مدمن نشط تميل إلى التستر على المريض وحمايته، وربما تكون مدفوعة إلى ذلك بتأثير
اعتبارات اجتماعية؛ مثل: (السمعة والمكانة)، ولا تعرف الأسرة أنها بذلك المسلك
إنما تقدم للمدمن حماية مرضية تساعد المدمن على الاستمرار في إدمانه، وعادة تبدو
مظاهر التستر والحماية في: (إعطائه مبالغ مالية كبيرة، أو منحه سيارة لقضاء
مصالحه، أو مسكن خاص، أو تزويجه، مع وعود بإمكانيات إضافية إذا توقف، وتلك كلها
حلول أسرية تأتي بنتائج عكسية، وذلك يرجع إلى عدم إلمام الأسرة بطبيعة سلوك
الإدمان وطبيعته المراوغة.
إن المدمن النشط يستغل
تلك الإمكانيات في الاتجاه نحو مزيد من التعاطي؛ لذا ينبغي على الأسرة عدم التستر
على المريض.
• يجب على أسرة
المدمن النشط أن تعلم أن الإدمان مرض يمكن علاجه والسيطرة عليه منه، إذا أدخل
المريض في برنامج علاجي منتظم بمستشفى للصحة النفسية أو أحد علاج
الإدمان.
• ينبغي عدم الخوف
من المريض، فتهديداته كلها تهديدات صوتية، وإذا ما شعر بالموقف الحازم من الأسرة،
ولم تهتز الأسرة أمام تهديداته، فسوف يسعى لاسترضائها ويتقبل العلاج.
إن المريض المدمن في
مأزق لا يستطيع الخروج منه وحده، وهو يحتاج إلى وقفة جادة من الأسرة وبرنامج علاجي
منظم.
إذا تعذر على الأسرة
إحضار المريض للمستشفى للعلاج، أو تعذر إقناعه بالعلاج، يمكن للأسرة أن تطلب
المساعدة من الجهات الأمنية المختصة بمكافحة المخدرات، وسوف تجد منها العون.
والمساعدة الإيجابية مع
المحافظة على سرية التدخل، وحفظ واحترام خصوصيات الأسرة، إن هدف الجميع هو حماية
الأسرة وعلاج المريض.
• أيًّا كان موقفك
من إدمانه وقبول ما كنت تتعامل مع في حياتك أو لا، في الأول البقاء مع الشخص
المدمن والمحبة، وحتى يتقبل منك النصيحة، لا بد أن تبقى معه على المعاملة الطيبة
والمحبة.
• عدم تجنب المدمن
واعتزاله، خاصة المقربين منه؛ كالخطيبة مثلاً؛ لأن ذلك يؤثر عليه سلبًا، ووجودها
بجانبه يساعده على العلاج من الإدمان والتعافي.
• المواجهة بكل
هدوء وحذر؛ حتى يستجيب للعلاج ولا يرفضه؛ فالمدمن ليس مجرمًا، لكنه ضحية في حاجة
للمساعدة.
• لا يجب التعامل
معه على أنه مجرم ارتكب جريمة لا تغتفر، ولكن التعامل معه يكون على أساس أنه ضحية
ومريض في حاجة ماسة للمساعدة.
• التعامل النفسي
الجيد مع المدمن مهارة قد لا يجيدها إلا المتخصصون.
• عدم استخدام
العنف مع المدمن؛ فيجب أن يكون لديك الشجاعة لتتغير الواقع والأشياء دون عنفٍ،
ولكن بالحكمة والعقل.
• عدم اليأس مع
محاولات العلاج من الإدمان؛ فيجب معرفه أنه لا يمكنك تقويم وإصلاح شخص ما من أول
محاولة، فالشخص الوحيد الذي لديك سيطرة عليه هو نفسك.
• إعادة بناء
الحياة الخاصة بك؛ حتى تتمكن من تَهييء الحياة والجو المناسب للمدمن؛ من حيث البحث
عن أسباب الإدمان، والبعد عن المؤثرات التي أدت إلى الإدمان.
• خطأ فادح اعتقاد
أن المدمن عضو فاسد ينبغي استئصاله من جسد المجتمع، مسقطين بذلك كل مبادئ النصح
والاستصلاح والعلاج، ودورها في إعادة الحياة إلى ذلك القلب المريض؛ فلا بد من
الإيمان بوجود نسبة، وإن كانت بسيطة في عودة المدمن إلى جادة الصواب.
احتواء الشخص المدمن
واللجوء إلى المتخصصين شيء مهم جدًّا للتخلص من الإدمان، دون الخجل من الحالة
والشعور أنه شخص مريض لا يستطيع التخلص من المرض لحاله.
ولكن كيف تتعامل الاسره
مع ابنها الذى انتكس بعد التعافى:-•
طلب من المريض الذهاب
إلى المستشفى للتحليل بمصاحبة أفراد الأسرة، وعادة فالمريض الذي سبق تنويمه يعرف
أن ذلك الطلب هو بوضوح معرفة الأسرة بانتكاسته، وعادةً سوف يوافق؛ لأنه يحتاج من
يساعده على اتخاذ تلك الخطوة.
• إذا راوغ المريض
يمكن للأسرة الاتصال على معالجيه وإبلاغهم برغبتها في الاطمئنان على المريض، فيقوم
المعالج المختص برعاية المريض بمحادثته، ويطلب إليه الحضور لعمل اللازم.
• إذا لم يستجب
المريض لرغبة الأسرة وتعليمات المعالج في الحضور للمستشفى، ويمكن للأسرة طلب
المساعدة من مراكز امل جديد لعلاج الادمان من المخدرات.
3- إن وجود مدمن
متعاف ملتحق ببرنامج الرعاية المستمرة، هي بمثابة تعاف كامل للأسرة، فعندما يلتحق
المريض بوحدة الرعاية المستمرة، فهو يبدأ مرحلة هامة في حياته تعتمد على التعافي
من المخدر، والتخلص من أساليبه السلوكية والمراوغات المرتبطة به، وينبغي على
الأسرة دعم وتشجيع المريض إلى ذلك الاتجاه، وتكوين تحالف علاجي مع المعالجين في
الرعاية المستمرة، وفي طريق التعافي وتغيير بيئة المريض على الأسرة اتباع ما
يأتي:
• بمساعدة المريض،
ودعم الفريق العلاجي تتعرف الأسرة على الأماكن التي يحتفظ فيها المريض بالمواد
المخدرة وأدواتها وتنظيف البيت منها.
دور الاسرة والمجتمع فى علاج ادمان
المخدرات الخط الساخن لعلاج الادمان
• بمساعدة المريض
ودعم الفريق العلاجي، تتعرف الأسرة على الأصدقاء المؤثرين على المريض في الإدمان،
والأماكن التي اعتاد ارتيادها، وتتوفر بها المخدرات؛ حتى يتمَّ تجنُّبها عند خروج
المريض مع الأسرة.
• تغيير مكان
النوم المعتاد للمريض، ويُفضَّل أن يتفق مع المريض على عدم إغلاق حجرته من الداخل.
• دمج المريض في
الحياة اليومية للأسرة، وعدم تركه يجلس بمفرده في حجرته، وإسناد بعض المهمات
الاجتماعية له.
• كلما أمضى
المريض شهرًا متعافيًا، تحتفل الأسرة بتعافيه وتقدِّم له هدية بسيطة من أفراد
الأسرة، أو القيام برحلة إلى البر، وهكذا على مر العام الأول للتعافي.
• عمل برنامج
للأسرة يتضمن زيارات للأهل والأقارب بصحبة المريض، والخروج في نزهات خلوية وإلى
الحدائق العامة مرة كل أسبوع.
• معاملة المريض
بالحسنى، وعدم التعامل مع المريض على قاعدة الشك الدائم، وإذا كان هناك ما يبدو
على المريض أنه منتكس، يتم إحضاره للمستشفى، وعمل تحليل لمعرفة أحواله، وتقبُّل
نتائج التحليل سلبًا أو إيجابًا، وذلك لقطع الشك من اليقين.
• التخلص من أشياء
تؤثر على ذهن المريض وأفكاره نحو التعافي، وهي ثلاثة:
الأولى: المثيرات
البصرية، والثانية: المثيرات السمعية، والثالثة: المثيرات الحسية، وفيما يتعلق
بالمثيرات البصرية تتمثل في الحقن الفارغة أو المستخدمة - ملح الليمون - الأربطة
الضاغطة - ورق البافرة، وورق القصدير، زجاجات الكحول المملوءة والفارغة منها،
وأيضًا الزجاجات التي يخلط الكحول فيها، وكؤوس الشراب، عبوات الأقراص المنشطة أو
المهدئة الموجودة في أغراضه والفارغة منها، علب السجاير التي اعتاد المريض تدخينها
مع التعاطي، الصور العاطفية، المجلات الجنسية، أفلام الفيديو التي كان المدمن
يستخدمها (حتى يدخل جو) الأعلام والشارات المرتبطة ببعض الجماعات والبلدان التي
لها علاقة بالمخدرات، أما المثيرات السمعية، فهي تتمثل في الأشرطة الغنائية
المرتبطة بتعاطي المخدر، والتي كان المدمن المتعافي يفضل سماعها وقت الإدمان ولها
تأثير على حالته المزاجية والوجدانية، الاتصالات الهاتفية من أصدقاء الإدمان لذا
ينبغي عدم تمكين المريض المتعافي من اتصال أحد من المدمنين النشطين عليه، أو
السماح له بالاتصال عليهم، والتوقف عن الاتصالات النسائية خارج نطاق الزواج، وذلك
يعني تنظيف ذاكرة الهاتف والجوال من أرقام الأصدقاء والصديقات الخطرين على تعافيه،
كما يجب التخلص من الأجندات التي تحوي تلك العناوين وأرقام الهواتف، أما المثيرات
الحسية، فهي تتمثل في الكولونيات التي تحتوي على كحول بنسب عالية؛ حيث يفضل عدم
إثارة المخ بأي من تلك المواد الكيميائية في بدايات التعافي، وينبغي الحذر من مواد
الصبغ واللصق ( الباتكس وما يماثله)، ودهانات الدوكو والتنر، وطلاء الأظافر للنساء.
• إن المريض إذا
اقتنع بالتعافي، فسوف يتعاون مع أسرته، ويدلهم إلى كل المثيرات التي تؤثر على
تعافيه، وفى حالات كثيرة يرشد المتعافي أسرته إلى المخازن السرية التي اعتاد تخزين
( تموينات) المخدر فيها، ويرشدهم أيضًا إلى أماكن الأدوات المستخدمة (العدة)،
والأماكن التي كان يستخدم فيها؛ سواء في البيت، أو خارجه، وكذلك الأماكن التي كان
يشتري منها، ويحظر عليه بالتالي المرور من تلك الأماكن لأي سبب، ولا يمر منها مع
الأسرة بدعوى أنه محمي بأسرته؛ لأن المتعافي قد يأخذه الحنين للمخدر إلى تلك
الأماكن، وربما إيماءة من شخص يعرفه من مروجي ذلك المكان يعقبها انتكاسة.
• أن يصطحبه أحد
الأخوة إلى المسجد للصلاة، ومحاولة دمْجه في جماعة المسجد، ويمكن أن يكون المسجد
نقطة انطلاق جديدة في تغيير نمط حياة المدمن المتعافي، فالمسجد في حاجة إلى خدمات
كثيرة يمكن أن يتطوع المتعافي بها لشغل وقت فراغه بشكل إيجابي؛ (لأن وقت المتعافي
يطول بعد أن يفصل نفسه من الخدمة في عالم المخدرات)، ولعل التكليفات التي سوف
تكلفه بها جماعة الإشراف على المسجد، سوف تجعله يشعر بالانتماء إلى جماعة ( إيمان
)، تعوضه خيرًا عن جماعة (إدمان)، وهي مهمات سوف يجزيه الله عنها خيرًا؛ مثل:
الإشراف على نظافة المسجد، والإصلاحات المطلوبة فيه، وترتيب المصاحف والكتب في
المكتبة، وتزويد المسجد بالكتب والمطويات، والإعلانات عن المحاضرات الدينية، وحلقات
العلم وحفظ وتجويد القرآن، والإعداد للمحاضرات الدينية، وتزويد المسجد بالمناديل
الورقية، وغير ذلك الكثير من المهمات، وما أوردناه هنا على سبيل المثال.
• على طريق
العبادات والتكليفات يوجد لدى الشاب المسلم كنوز كثيرة في حياة الاستقامة، ومن تلك
الكنوز الصلاة والصيام والعمرة والحج، والدعاء وحلقات حفظ القرآن الكريم، وحلقات
التجويد، والاستباق إلى عمل الخيرات، والتصدق على الفقراء، وعيادة المرضى،
والمشاركة في الجنائز، وزيارة المقابر، كل ذلك من شأنه أن يرقق القلوب، ويجعل
الإنسان يدرك أن عرض الدنيا زائل، وأن يتزود بالتقوى؛ حتى يصلح الله شأنه، فمن ترك
شيئًا، عوَّضه الله خيرًا منه.
• متابعة الأسرة
لمواظبة المريض المتعافي على أنشطة وحدة الرعاية المستمرة - خدمات ما بعد التنويم
الداخلي في المستشفى، وتوفير إمكانية السكن له بالقرب من المستشفى، إذا كانت
الأسرة من منطقة بعيدة عنها، أو توفير وسيلة انتقال للمستشفى، أما إذا لم تتوفر في
منطقتك تلك الخدمة، فعليك بما في الفقرة السابقة.
• عمل اتصال دائم
مع المعالج المسؤول عن المريض في الرعاية المستمرة؛ لمعرفة تقدم المريض في العلاج،
وينبغي أن نعلم أن تعافي المريض من إدمانه يؤثر على المناخ الأسري على نحو إيجابي،
وحتى تدعم الأسرة ذلك المناخ ينبغي أن تطرح ما لديها من أسئلة واستفسارات على
المعالجين في المستشفى، خلال عملية علاج المريض المدمن، وسوف تعرف الكثير من
الفريق العلاجي حول مرض الإدمان وطبيعة شخصية المدمن، والتعامل مع الانتكاسة،
وكيفية المحافظة على التعافي، ويمكن للأسرة مواصلة الحصول على الدعم المعلوماتي
والمعرفي من مستشفى امل جديد لعلاج الادمان، بدوام الاتصال على المعالجين، والاستفسار
منهم عما يحتاجون إلية من أجوبة على تساؤلاتهم، والفريق العلاجي لا يتردد في خدمة
كافة الأسرة، بهدف تحقيق التعافي لها وللمدمن، وتحقيق الصحة النفسية للجميع، وهكذا
عندما تعرف الأسرة مفهوم الإدمان، وكيفية التعامل مع مريضها، تبدأ مرحلة التعافي
من أعراض مرض الإدمان الذي أرهقها فترات طويلة.
ولكن... ماهو دور الدوله
والمجتمع فى علاج الادمان
:-
• إنشاء دور علاج
منفصل عن مستشفيات الأمراض العقلية، وتكون هذه الأجهزة خاصة لعلاج الإدمان.
• ضرورة إعادة
النظر في رعاية المتعاطي العائد؛ لأنه أحق من غيره في طلب العلاج، متمشيًا مع
سياسة المشرع في علاج الإدمان، وذلك يعد دليلاً على أن العائد إنسان مريض قد تمكن
منه المخدر، ويحتاج إلى علاج أطول من المتعاطي غير العائد.
• إعادة النظر في
مدة الإيداع بألا تقل عن سنتين كحد أدنى، ويبقى الحد الأقصى منها غير محدد، على
أساس أن مدة العلاج يصعب تحديدها مسبقًا، والدليل عودة المتعاطي لتعاطي المخدرات
(العائد).
• عدم نزع صفة
الجريمة عن تعاطي الحشيش بعد أن ثبت ضرره على الجسم والعقل، بالإضافة لآثاره
الاجتماعية والاقتصادية السلبية بالنسبة للفرد والأسرة والمجتمع، نسبة لتعالي صوت
إباحة تعاطي الحشيش في بعض الدول.
• تقع على علماء
المسلمين مسؤولية توعية المجتمع بخطورة المخدرات؛ سواء بالمساجد والخطب العامة،
وخطب الجمعة والعيدين، أو عن طريق البرامج الدينية في الإذاعة والتلفزيون، مع
تشديدي على ضرورة مواجهة المخدرات إعلاميًّا، بتركيز حملات إعلامية شاملة جميع
وسائل الإعلام التلفزيونية والإذاعية والثقافية، وغير ذلك.
• إنشاء قسم
للبحوث الفنية والقانونية في إدارة المخدرات لمتابعة آخر البحوث الفنية، والتي
يجريها الخبراء والفنيون التي تجري في الأجهزة المختصة محليًّا أو دوليًّا؛ مثل:
المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والمكتب الدولي العربي لشؤون
المخدرات، وشعبة المخدرات بهيئة الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والقيام
بنشرها بين العاملين في إدارة المخدرات وأقسامها وفروعها، وإجراء البحوث في شأن
مكافحة المخدرات، وإنشاء مكتبة بهذا القسم، وتجمع المؤلفات والكتب والبحوث التي
تناولت مشكلة المخدرات والقوانين واللوائح والمنشورات والبحوث عالميًّا، وكذلك
الاهتمام بالباحثين الراغبين بتزويدهم المعلومات الضرورية في هذا الشأن، وخاصة
الإحصائيات السنوية.
• ضرورة إعادة
النظر في نص رد الاعتبار؛ لأنه يعد عقبة في طريق المحكوم عليه من أن يمارس حياة
كريمة، وتزويده شهادة حسن سير وسلوك لا تظهر سوابقه، ولا تقف عائقًا في طريق
تشغيله.
• إعادة النظر في
عقوبة الإعدام على أن تكون العقوبة السجن المؤبد، باعتبار أن الحياة هبة من الله -
عز وجل - وحتى القرآن الكريم لم يجعل في عقوبة الإعدام للقتل العمد من حدود الله،
ولا يجوز المساس به قصاصًا في النفس رافعًا عن كاهل القاضي الحكم في تنفيذه،
ملقيًا بثقل هذه المسؤولية الضخمة على عاتق ولي الدم، فقد ألغت كثير من الدول هذه
العقوبة.
• إن المدرسة جزء
من الحياة الاجتماعية؛ ولذلك يجب أن يشتمل المنهج المدرسي على كل أحداث المجتمع
الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية، وأن يشترك الطلاب في الصراعات الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية، الموجودة في مجتمعهم وخاصة جرائم المخدرات.
• تحقيق التناسق
بين الجهود المتفرقة للأجهزة المختلفة المعنية بقضية المخدرات.
• ضرورة إنشاء
معهد لتدريب الضباط ومفتشي الجمارك بشأن مكافحة المخدرات، وأن يكون كل ضابط يعمل
في هذا المجال من خريجي هذا المعهد بالإضافة إلى تنظيم دورات تنشيطية له لتزويده
بأحدث الدراسات والبحوث في ميدان المخدرات لرفع كفاءته؛ سواء محليًّا أو خارجيًّا.
• إنشاء مكتب تابع
لإدارة مكافحة المخدرات مهمته القيام بمتابعة المحكوم عليهم أثناء مدة السجن، أو
بعد الإفراج عنهم، وتزويدهم بكل الوسائل الممكنة بهدف علاجهم ومساندتهم، برئاسة
موظفين مؤهلين علميًّا، بمختلف فروع العلم: (علم اجتماع علم نفس طب قانون).
• إعادة النظر في
قرار تسليم الأشخاص دائمًا في جميع الاتفاقيات، يتخذ في إطار حرية اتخاذ القرار؛
حيث تنص على مصطلح (يجوز التسليم)، ولا تنص على مصطلح يجب التسليم.
• تجريم عمليات
غسيل الأموال في مصاف الجنايات طبقًا لما جاء في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة
الاتجار غير المشروع بالمخدرات 1988م.
• يجب الأخذ
بقاعدة التسليم المراقب؛ سواء على الجانب الدولي، أو المحلي الذي نصت عليه اتفاقية
هيئة الأمم المتحدة لعام 1988م كوسيلة من وسائل كشف عصابات التهريب.
• ضرورة توحيد
قوانين مكافحة المخدرات عربيًّا، ومنه دوليًّا فيما بعد؛ وذلك لأن كثيرًا من
المسافرين يجهلون النصوص القانونية المختلفة، وكمثال تعاطي القات في اليمن، فكما
هو معلوم غير مجرم، كما أن كثيرًا من المسافرين القادمين من اليمن إلى المملكة،
يحملون معهم نبات القات الذي أصبح مجرمًا التعامل به، وكقاعدة قانونية (الجهل بالقانون
ليس عذرًا)، ومن ثم يضبطون متلبسين، وعند التحقيق معهم يتضح عدم علمهم المسبق
بذلك، وخاصة البعض غير المتعلم منهم.
خاتمة:
قال الله تعالى: ﴿ وَلَا
تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29].
ومن قتل نفسه وتسبب لها
بالقتل، فقد أجب الله له النار والعياذ بالله، وكل عاقل ينظر لعواقب الأمور وما
تؤول إليه، والعاقل يبذل كل سبب لصحة بدنه، فبعد استعراضنا في بحثنا هذا إلى مختلف
التعاريف وأنواع المخدرات، وأسباب وعوامل انتشارها، والآثار التي تخلفها على
الصحة، المال، المجتمع، وسبل الوقاية منها ودور الإعلام في الحد من انتشارها، كما
استعرضنا أيضًا الأحكام العامة والتدابير الوقائية والتوصيات، الأحكام الجزائية
والقواعد الإجرائية التي جاء بها القانون الخص بمكافحة المخدرات لسنة 2004.
ومما تجدر الإشارة إليه
في خاتمة بحثنا هذا: اقتراح بعض الحلول التي نراها مناسبة للحد من انتشار ظاهرة
التعاطي والترويج، والمتاجرة بالمخدرات؛ حيث إن التكامل شرط ضروري وحتمي للتصدي
لهذه الظاهرة، فالجانب الردعي لا يكفي وحده، ولا يمكن أيضًا للتوعية والتحسيس من
مخاطر المخدرات بحل هذه المشكلة العويصة.
ومجموعة الاقتراحات
نوجزها فيما يلي:
• تربية النشء على
منهج الإسلام، وتقوية الوازع الديني في نفوسهم.
• التوعية
الإسلامية لكل فئات المجتمع الإسلامي بأضرار المخدرات والمسكرات، وتحريمها شرعًا
وقانونًا.
• يجب أن يلعب
المسجد والمدرسة، وكل من موقعه الإسهام في محاربة ظاهرة المخدرات.
• إنشاء مراكز
صحية للتداوي وتحسيس الشباب المدمن بأهمية العلاج.
• توقيع أقصى
العقوبات القانونية الرادعة على المهربين والمروجين والمتاجرين في المخدرات.
• إحكام الرقابة
على صرف الدواء المخدر والمنوم والمنبه؛ حتى لا يتسرب إلى المدمنين بحيل مختلفة.
• إصلاح أجهزة
الإعلام على اختلافها المسموعة، المكتوبة والمرئية والتي يجب أن تلعب دورها، من
خلال الحصص والمقابلات لمعالجة الظاهرة والتعريف بآثارها وأضرارها.
• التعاون متعدد
الأوجه من الدول الأخرى لتبادل المعلومات والزيارات والخبرات المكتسبة من الممارسة
والتفكير المستمر، والاجتهاد في إيجاد الحلول الميدانية القريبة والمتوسطة المدى.
• وضع أساليب
وأنماط جديدة قصْد ركن ظاهرة المخدرات والخفض من انتشارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق